من الأمثال الشعبية السائدة في مجتمعنا المثل الذي يقول ( معك قرش تسوى قرش ) حيث قرر هذا المثل أن مقياس التفاضل بين الناس هو القرش والدينار والمال فكأن الإنسان يقيم بالعملة كغيره من السلع التي تباع وتشترى وبهذا المفهوم يخالف هذا المثل ما قررته الشريعة الإسلامية من أن مقياس التفاضل بين الناس هو التقوى كما قال سبحانه وتعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يقول يوم القيامة إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم أتقاكم وأبيتم إلا أن تقولوا فلان ابن فلان وأنا اليوم أرفع نسبي وأضع أنسابكم أين المتقون أين المتقون ) فالإسلام جعل من بلال العبد الحبشي سيدا حرا حتى أنه لما فتح المسلمون مكة المكرمة أمر النبي بلال حتى علا ظهر الكعبة فأذن فقال الحارث بن هشام ما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا وقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه رجل فقال ما تقولون في هذا فقالوا حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يسمع قال ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام ما تقولون في هذا قالوا حري إن خطب ألا ينكح وإن شفع ألا يشفع وإن قال ألا يسمع فقال صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض من هذا ) أي هذا الفقير التقي المنبوذ والمرفوض في المجتمع خير من ملء الأرض من مثل هذا الغني العاصي فالإسلام رفع من قيمة الفقراء الأتقياء كبلال وعمار وسلمان الفارسي الذي قال عنه الرسول عليه السلام سلمان منا ال البيت وحط من قيمة الأغنياء العصاه كأبي جهل وأبي لهب والوليد بن المغيرة فالمقياس إذا التقوى لا المال.
